Wednesday, December 20, 2006

محاولة انكتاب

----------------

طبعاً أستطيع الكتابة.. إذا رغبت ان أتكلم عن مشاكلي أو أن أعبر عن آرائي أو أن أفرغ شحنات من مشاعري، أحمل القلم وأُسطّر بالكلمات الكثير من الأوراق البيضاء. فأنا أنتمي إلى شعوب مشاكلها كثيرة وآراؤها أكثر ومشاعرها المتأججة حدِّث بلا حرج...

فلماذا لا أكتب؟.. ألست امرأة عربية؟.. ولي الحق في طرح مشاكلي وإبداء آرائي و مشاركة أحاسيسي؟! فأنا أكتب لأنني حرة في إتّخاذ قرار أن أكتب. وطبعاً أكتب لأن عندي الكثير من الأوراق في دفتر أنيق ألوانه "عالموضة"، وطبعاً أكتب لأن في استطاعتي عند الإنتهاء من الكتابة بالقلم على الورق أن أطبع ما كتبته مستعينة بجهاز الحاسوب الخاص بعملي وهو من طراز "أبو تفاحة".

نعود إلي مشاكلي. فلنبحت مشاكلي أولاً. نعم. ما هي مشاكلي؟
هل هي الدُّهون المتراكمة عند منطقة الأرداف أو البشرة ذات اللّون المنقّط؟ أو هي الهالات السوداء حول عيني؟
لا شيء من هذا القبيل؟!
صحيح أن المجلات المخصصة للمرأة في عالمنا العربي مليئة بطرح "حلول لمشاكلنا" هذه، لكنها لا تشكل مادة دسمة لكتابة مقال جدّي في "المنتدى الثقافي" ... ثقافي؟ ثقاف مين؟ فأنا أعلم جيّدا أنّه ليس ثقافٌ لي!

هل أعطيت الإنطباع أنّ المجلات النسائية محشوة بأمور الموضة والجمال والتجميل من الغلاف الى الغلاف؟ كلّا! إنّها ليست كذالك. ففيها أخبار أخرى... أنباء من جميع أنحاء العالم العربي تُخبرنا عن أوضاع شعوبنا في الوطن الكبير. مثلاً... امرأة تقتل زوجها بالمنشار الكهربائي بعد ان رأته يقيم علاقة... مع إبنها البالغ من العمر عشرة سنوات. وهي الآن في السجن، وهي الآن تتكلم مع الإعلام و تخبرهم عن إنجازات حياتها. وأنها لم تكن مُؤهّلة لهذا الانجاز إلاّ بالمعلومات الكاملة عن إستعمال المنشار الكهربائي!!

لكن أين المجلة التي تخبرنا ماذا ألمّ بالطفل ابن العشرة سنوات؟؟ في أي مجلة نعلم إذا وكيف وبمساعدة من تخلّص الطفل من العقدة التي سبّبها له أبوه و"حلّتها" له أمه؟؟ بعد قراءة الخبر في المجلّة أطوي صفحاتها وأضعها على الطاولة وأقول:"يا لطيف، الله لا يورجينا"، من ثم ألتفت إلي المرأة الجالسة قربي في صالون التجميل، المرأة التي لا أعرفها ولا أحب لون شعرها حتّى.. وأقول:"شفتي مش واحدة قتلت جوزها بالمنشار!؟!" من ثم أسر لنفسي بأن الحمدلله ليس عندي مشاكل كالّلتي عند باقي الآدميين... ففي بيتنا لا يوجد منشار كهربائي.

أما عن آرائي... فآرائي مهمّة جداً... وفذّة جداً... ودائماً بحمدالله وتوفيقه آراء صحيحة100٪، ليس هناك مجال للمناقشة، لا أحد يستطيع ان يقول لي مثلاً أن ال "اللوك" الجديدة للمغنية الفنانة الشابة المتألقة الدلّوعة ليست "كوول"...


أما عن آرائي في الإنتخابات الأخيرة فأنا أحتج وأعترض لأن المرأة لم يكن لها حق التصويت. كيف وأنا عمري قد فاق الواحدة والعشرين سنة لا أستطيع أن أشارك في صنع القرار؟ كيف يعقل هذا؟ ما هذا التهميش لدور المرأة في المجتمع؟ على الدولة ان تأخذ بآرائنا نحن النساء في جميع المواضيع. لماذا يريدون أن يكبتونا بكل طريقة؟ نحن لا نطالب مثلاً بأن نصبح رئيسات للبلدية! فقط بأن ندلي بأصواتنا أسوةً بالنساء الأخريات. ولماذا قد أفكر بأن أصبح رئيسة للبلدية مثلاً، فالعمل في تنظيف الشوارع لا يليق بفتاة في مثل مركزي الإجتماعي..

طبعاً كل هذه الأفكار من مشاكل وآراء تشتت تفكيري وتوجع مشاعري... مشاعري الّتي تدور عالإعصار في داخلي. أتكلم عنها لأخفّف حدّة دورانها فتهدأ، ثم ما تلبث أن تعود فتدور وتدوخ وتدوّخني. أفتح التلفاز لأهرب مما في داخلي فأرى المغنّي الجميل والراقصات المتُلوِّيات يُغنّون و يُعبّرون عمّا في داخلهم فأنسى جميع مشاعري المهمة والتي لا أهمية لها. أنظر وأسمع وأشعر ما بداخلهم.. ثم أطفيء التلفاز وأعود إلى ذاتي إلى داخلي...
ولكن لا أجد شيئاً.


This is an old piece of writing. I hope you like it.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home